روايات رومانسيهرواية بيننا شئ خرافي

رواية بيننا شئ خرافي الحلقه 32

الثانيه وثلاثون
عاد “ريان ” برفقة “تمار ” كما ذهب كما أتى طوال الطريق لم ينبث فمه بكلمه أوضح لها
غضبه دون أن يحادثها بعدما سمحت لرأفت بهدم فرحتهم وهى لم تحاول بأى شكل بفتح
أى بابا للحديث ويستحسن أن يظل صامتا حتى يهدأ وحتى تجد لفسها قابليه ووقت للتفكر
فيما قالوا والدها
وفى نفس الطريق كان “عدى ” والى جواره “مرام ” الجلسه النفسيه مع الطبيبه فادتها قليلا
لكنه يعلم أن أمامه وقت طويل فالعلاج النفسي لا يبدى نتائجه من أول مره لكن ما هون عليه
أنها هدئت وبدأت التجاوب معه بشكل طبيعى بعد نوبه الهلع التى إنتابتها
مال إليها يسألها بأسف :
_ زعلانه عشان رجعنا ؟
رفعت كتفيه وهى تجيب دون اكتراث :
_ لاء أى مكان معاك حلو
نبث فمه مبتسما من قولها وهتف :
_ انا مستعد اكون مكانك وأمانك وطبيبك وكل حاجه تحبيها
خفق قلبها بشده من كلماته الرقراقه ذات المشاعر الفياضه والصدق المتناهى وسارعت بالقول :
_ انت فعلا كل دول وأنا مش عارفه أوصلك حاجه من الشعور اللى جوايا عارفه إنى مقصره
بس بعد اللى بتعملوا معايا أنا مستعده أفديك بروحى
قال متحمسا وهو يوزع نظره بينها وبين طريقه :
_ انا دلوقتى مش طالب حاجه غير إنى أمسك إيدك حاولى بجد نفسي بعد كلامك الحلو دا
أحس بيكى
لم تعرف من أين أتى كل هذا التعرق الذى انتشر على جبهتها لم تشاء أن ترد طلب صغير كهذا
وهو فى مكانه تسمح له بالكثير أخفي خيبته فى النظر للطريق و تراجع قائلا رغما عنه :
_ مش مهم ما فيش داعى
ترك يده التى كان املا فى إحتضانها لكن قدر لها أ ن تبقى وحيده بارده الى جواره
دقائق عدة مرت وهى على نفس الحاله
حتى حاوطها دفئ عجيب فجأه شملها جعله لا يصدق أن يدها حطت على يده التف لينظر
موضعها واتسعت عينه وفرح قلبه حتى كاد يقفز من كرسي وهو يقول غير مصدقا :
_ بــجــد
كانت وجنتها مخضبه بالحمره جاهدت كثيرا وبذلت مجهود مضننى حتى فعلتها يستحق
ويستحق الكثير
جمال الشعور ومبادرتها هى بهذا جعلته فرحا كالمجنون تحرك بيدها وكأنها قنبله موقوته لايعرف
كيف يتعامل معها سحب أنفاسه ثم ضم فاه وهو يزفرها مرة أخرى قرر بلطف أن يجذبها
نحو فمه ويضع قبله رقيقه بعمق ونقل إليها شعور خصب من الآفراح والسعاده
رفض تركها وضمها إلى قلبه وبسمته لا تفارق ثغره وتبين انه لن يتركها
____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد _______
“لدى إلياس”
الجو كان كئيب ومحبط نسبه الى إعتناق “الياس” الصمت إتخذ ركنا مميز امام شرفه زجاجيه
كبيره تطل على السماء كون الشقه فى أحد الابراج السكنيه العاليه الى جواره بعض الشجيرات
الخضراء التى تعيش بالظل يمدد قدمه على طاوله بوجه جامد لم يؤثر بوسماته وبعض الشعيرات
الطويله التى تسقط على جبهته بالامس كان أسود ذو شارب كثيف واليوم هو حليق الشارب بشرته صافيه
ومتوهجه كالشمس هو بألف وجهه لكن جميعهم رائعون
على بعد امتار كانت تجلس “مكه” عينها لا تتحول عنه جلسه عاديه تماما لكن تعبيراتها وجهها
المعقد جعلت الجلسه كئيبه عينا تلمع ببريق متوهج وهى تحدق إليه فمها مضموم يقطر منه حزن
وجنتها اكتزت بفعل قبضت يدها التى تستند عليها كانت “الهام” تجلس بوجهها تتصفح احد المجلات
وتبدل نظراتها الخاطفه بينهم قاطعت الصمت المخيم على المكان بسؤال صارم :
_ بتحبيه ؟
التفت لها “مكه” وكأن لدغها عقرب وحدقت إليها ثوان قبل أن تمسك لسانها من الاجابه التى لفظها
القلب لا إراديا تذكر فى اللحظه الاخيره ان هذه ليست شخص عادى بل هى مثيلتها على الجانب الآخر
اخرجت الهواء المثقل فى رئتيها وهى تحاول أن تبعد ناظرها عنه مؤقتا ولكن كان هذا صعبا
وظلت عينها تسترق النظر ضد رغبتها قالت مغيره لموضوع :
_ مش بيتكلم من إمبارح تفتكرى زعلان مننا ع اللى عملناه
اغلقت “إلهام” المجله التى بيدها وهى تهتف بسخريه :
_ مننا ؟ إنتى بتقارنى نفسك بيا
كلماتها صدمت “مكه” وتفاقم الغضب بداخلها وهمت لترد عليها لكنها إبتلعت إهانتها
و ردت دون أن تقف بنظرها نحوها :
_ إنتى اللى قولتى إنى بفكرك بنفسك
نظرت نحو “إلياس” وكأنها تلومه على موقفها هذا
أضلمت عينها “الهام الفيروزيه تحت خصلاتها المتدليه وهى تقول :
_ فعلا حكايتنا مشابه انا كمان اتغصبت على الجواز وعشت سنين بعانى
ولو كانت جاتنى فرصه زى اللى جاتلك كنت مشيت من غير ما ابص ورايا
عادت “مكه” بنظرها نحوها وقد ومض عقلها بما تقول حاولت الاستيعاب أن
حبيبها قد فعل الشئ نفسه معها نفضت رأسها غير مصدقه ورفضت التصديق
هذه اكثر فكره سخيفه من الممكن ان تصدقها ،”إلياس” لم يفعل هذا سوى معها
سألت بشك :
_ مستحيل إلياس اجبرك على الجواز منه
ابتسمت “الهام ” من داخلها فالغبيه تعتقد أنها زوجته ولا بأس بذالك ورغم إشفاقها
عليها تريثت فى اخبارها الحقيقه حتى ترجع لألياس لكن تعاطفها الذى إذداد تجاها جعلها
تهم لتخبرها الحقيقه الكامله غير آبها بشئ إطلاقا همت بالحديث لكن ناد الياس قائلا
بخشونه وهو يقف بينهم :
_ هنتغدى إنهارده عند ريان السعدى حضروا نفسكم
استدار وهو يستطرد :
_ مكه تعالى عشان تحضريلى هدوم
تبعته بتلهف اخير سمعت صوته على الاقل بالاخير نادها وشعرت أنها مفضله لديه
دخلت الى الغرفه وكان يقف خلف الباب ينتظرها توجهت صوب الخزانه وفتحتتها
بكلتا يدها شرعت فى تنظيم طقم كامل متناسق الالوان وحاولت أن يكون مناسبا للغداء
هتف هو بنبره عاديه من ورائها :
_ الغداء هيكون عند أختك
التفت سريعا لتطالعه غير مصدقه :
_ بجد هشوف مرام
سألها بوجه غامض :
_ يعنى هيفرق معاكى
أومأت بسرعه وكل إنشئ فى وجها يفضح سعادتها وهتفت :
_ ايوا كتير
أبتسم ابتسامه لعوب متسائلا بشئ من المرح :
_ يعنى ما أستحقش عليها بوسه مثلا
أختفت أبتسامتها وعضت طرف شفاها بخجل اقترب منها ومال بوجه
نحوها ليدفعها للتنفيذ وبتردد شديد طبعت قبله طفوليه على وجنته وهمت
بالهرب لكنه تمسك بخصرها ليمنعها من الهرب وهو يقول :
_ فى حاجات كتير فكرينى فى وقت فراغى أعلمهالك
وقبل أن تستفسر باغتها بقبله عميقه على ثغرها أشبه بالانتقام الانتقام من الهجر والبعد
والخصام الانتقام من كل شئ يعكر صفو حياتهم فيحيا الحب ويسقط ما دونه
ستعلم مكه اليله أنها مدله قلبه وزوجته الوحيده ..
_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _____
فى فيلا رأفت
نفد السهم وعاد الجميع إلى هنا تركت “تمار ” يد “ريان” وركضت يساورها القلق
صوب غرفة والدها تبعها “ريان” بخطوات كسوله والى جانبه كان “عدى” يهرول مع “مرام”
نحو نفس المكان هذا الاندفاع الحميمى من “تمار” عقبه دموع وشهقات عاليه استمع اليها
الجميع قبل أن يصلوا مما دفع الكل الى الركض نحو الغرفه ليروا ما الامر
كان جسده مسجى على فراشه ويظهر على وجهه علامات التعب إضافه إلى جهاز التنفس
الموصول بفمه كان الحديث الاول والسؤال لعدى المبهوت بحالته التى تدهورت فى يوم واحد :
_فى إيه يا بابا حصل ايه ؟
إيماء صغير أصدره “رأفت ” حاول أن يكون مطمئن ليتولى عنه الاجابه الممرض الذى يقف بجوار فراشه :
_ إطمنوا عندوا الضغط عالى والحمد لله لحقناه بس لسه مُعرض انه يحصله جلطه
ردد “ريان “معه الجمله وهو يحرك رأسه بسخريه :
_وممنوع عنه الزعل والاجهاد وراحه تامه
نظرت له “تمار ” فهتف بنبره مشدده وموجه لرأفت شخصيا :
_ الف سلامه عليك يا عمى والله زعلنا أووى اصلا ما كناش عارفين نقعد هناك من غيرك
إظاهر دى لعنة الحموات
كان “عدى ” يقدر غضبه لكن لم يرضى عن اسلوبه الخشن مع والده خاصتا وهو يمر بهذه المحنه
هتف وهو يدفعه للخارج :
_ ممكن كلمتين مع بعض
تحرك معه للخارج بخطوات ثقيله فقد كان منزعج بشده من تكاهن “رأفت ” وافتعاله هذه الحيله
الرخيصه هتف “عدى “من جديد عندما تأكد ابتعاده عن والده :
_انا مراعى مشاعرك ولو سمحت انت لازم انت كمان تراعى مشاعرنا مهما كان الخلاف
دا فى النهايه والدنا إدينا فرصه نطمن عليه
حرك لسانه تحت بطانة شفاه وقد شعر بضيق صدره لانه الوحيد الذى كشف حيلته واكتشف أن الالم
أن ترى لكن الالم الحقيقى أن تكون الوحيد الذى يرى سحب انفاسه واخذلها ليخرجها وهو يقول :
_ أنا عارف إنه بيمثل تعال ناخده لدكتور وهثبتلك دا حالا
نفض “عدى ” رأسه يأسا وهو يرد عليه :
_ احنا مش فى الاثبات أحنا لازم نطمن عليه ومن فضلك لو مش قادر تدارى مشاعرك سيبنا
نتعامل احنا وكدا كد احنا هنتواصل مع الدكتور بتاعه
تركه دون أن يتدخل اكثر معه فى نقاش مغادرا الى غرفه والده مما جعل “ريان ”
يدور حول نفسه ويلكم الحائط بقبضنه بمنتهى الغضب كالمسعور يريد أن يفتك بأى شئ
ستنتهى اجازته الذى حصل عليها بصعوبه فى مهاترات فارغه مع “رأفت “وفوق هذا بإشاره
إصبع واحده قلب المعركه لصالحه تماما كقطعة الشطرنج وقال الجمله الاعتياديه بكل فخر
“كش ملك ” ضربات قلبه إذدات وكاد الغيظ أن يمزقه لأشلاء لولا يدها الرقيقه التى حططت
على كتفه وصوتها الناعم الذى ناداه :
_ ريان
التف سريعا وكأنه كان يغرق وصوتها وحده طوق النجاه حاوط فكها بكتلتا يده وهو يبادلها النداء :
_ تمار
يخشي ضيعها ويكره هجرها لقد فعل المستحيل كى يبقى معها والآن والدها ينصب له افخاخ طالما
تخنقه أردف ونبرته تحتقن باليأس :
_ انا بحبك يا تمار انا خايف ازهق بجد من كل المحاولات اللى بتفشل فى النهايه فى وجودك معايا
نقلت بصرها مع بصره فما كان يتركها لتعطى أى تعبير برغم أنها شعرت بكل احاسيسه وتعاطفت معها
هتفت متاثره :
_ ليه ياريان محسسنى انها حرب ليه كل واحد بيشد من ناحيه صدقنى انا قلبى مقسوم نص معاك ونص
مع بابى انا مش عارفه اتعامل مع الموقف إزاى قولى انت طريقه غير إنى ابعد عنه وعنك
برغم كلماتها الغير منتظمه إلا انه أدرك معاناتها التى لا ذنب لها فيها حرك رأسه متفهما واسند رأسه
الى رأسها ونظم انفاسه ليستمتع بإستنشاق أنفاسها مستعد لتقديم نفسه فداء حتى لا يفقد هذه الراحه التى لم
يعرف لها سبيلا إلا بجوارها خاصتا عندما يكون قريبا منها إلى هذا الحد :
_ انا لو أطول أجبلك نجمه من السماء مش هتاخر تفتكرى أنا عملت كل دا عشان فى الاخر اضايقك
أنا عايزك تبقى مبسوطه
أبتسم وهو يستطرد بدهاء :
_بس انا حبيبك برضوا مش كدا
كلماته أرضتها دوما يغمرها بحب ينسيها كل ما قاست همست وهى تجيبه بخجل :
– طبعا ,,,حبيبى
قالتها وإبتهج قلبله الذى من دقائق كاد يموت قالتها لتثبت أنها بكلمه واحده يتفتح الزهر
فى قلبه وتلوم الحياه بعينه
_______جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______
“فى فيلا شريف ”
من جديد ينبهر بتفاعل “منار” معه عينه كانت متسعه وهو يستمع لكلام أول مره تقوله
قالته وهى تحادثه بعفويه شديده لا تدرى أنها جعلت قلبه يخفق على نغمات صوتها وهى تقول :
_ روحى فيك يا شريف انا ما بقتش قادره أخبى دا ودلوقتى بس عرفت دا
انت اللى أخدت بطار كل العرسان اللى رفضتها
كان يسند يده أسفل ذقنه مسترخيا قبالها قبل أن يصيح مبتهجا :
_ يا سيدى أتمنى اللى أنتى عايزه يجيلك حالا على الفرحه اللى انتى حطتيها فى قلبى
ابتسمت لفرحته وشملته بنظره عميقه وكأنها تفكر فى شئ ثم قال وهى ترفع ذقنها :
_ ينفع اطلب قلبك
رنت ضحكاته فى الغرفه وأجابها بمرح :
_ انتى اصلا أخدتى قلبى من زمان بس انتى اللى كنتى غشيمه
تحولت نظرتها للؤم لكنها هتفت برد قاصف :
_ تــربيـتــك
اطلق صافره عاليه كانت تميل للاعجاب بتغير حديثه معها :
_ دا قصف بمنجنيق دا يا روحى خفى عليا انا مش قدك
أطبقت يدها على صدرها وهى تنوى الخصام قائله بطفوله :
_ ما حدش قالك تغلط
تعلق بيدها ليجذبها الى صدره وهو يهتف مراضيا اياه :
_ لا بالله عليكى انا شفت ايام صعبه الله لا يعيدها وحرمت وتوبت وشبعت عايزه اسمع
كلام كتير من اللى كنا بنقوله قبل دا
انهى جملته بطبع قبله على ظهر يدها جذبت ابتسامه على ثغرها متمرده تخضع بسهوله لأى لطف منه
فهو يملك القلب والعشق هو المحرك الرئيسى لمشاعرها ولا أحد سواه يفعل مثلما يفعل هو بها ولن تسمح
لاحد غيره عينها ظلت تحدق به بنظرات هائمه تبعتها لا اراديا بهتاف :
_ بحبك بحبك أوى ومش بطمن مع أى حد فى الدنيا قدك
تقول ويزداد هو غراما وعشقا ويكبر مقامها وحبها فى قلبه من طفله صغيره ربها على يده إلى عشيقته
وحبيبه وزوجه أخيرا اعترفت له بالحب الذى كان لا يخطأه كل مره عندما يتعامل معها والان بات كل
شئ شفاف واضح وما أجمل الشفافيه والوضوح
نقرت أخته وهى تناديه خلف الباب:
_ شريف ممكن ادخل
نهض وهو يتأفف قائلا بمزاح :
_ خلاص سمعتنا بقت وحشه لدرجه الناس مفكرنا متاحين فى أى وقت
ضحكت “منار ” وهى تعدل من نفسها لاستقبال “ورد ” التى وقفت على بابه وهى تقول
بحرج شديد :
_ ممكن أدخل ولا جيت فى وقت مش مناسب
أؤمى لها وهو يقول بجديه مسطنعه :
_ ايوا جيتى فى وقت مش مناسب بس برضوا عايزه ايه ؟
نظرت له بشك فهى تعرف كل شئ عنه إلا التطورات الاخيره بعدما أختفى هو وهى لفتره
وعاد ليغلق عليهم الغرفه طوال اليوم :
_ انا ملاحظه انك اغلب الوقت هنا وانا مش عارفه اقابل منار خالص
هدر وهو يضع يده على الاخرى مستهزئا :
_ وهى منار كانت مراتك ولا مراتى
بادلته اخته الاستهزاء وهى تهتف :
_ والله فجأه كدا نستونى
نفض رأسه متسائلا :
_ ونفتكرك ليه اصلا إحنا فى إيه ولا إيه ؟
شعرت بالخجل من مجراته فى الحديث فنفضت رأسها لتهتف من جديد بحرج شديد :
_ اصل انا كنت عايزه اكلمك فى موضوع مهم
انتبه الى نفسه وقال بجديه وإهتمام فى آن واحد :
_ موضوع إيه ؟ قولى على طول
إذدرئت ريقها وحاولت أن تتحلى بالشجاعه وهى تفاتحه فى أمر كهذا هتفت بنعومه :
_ اصل فى واحد إسمه حمزه عايز يتقدملى
مال إليها ليتسأل بخفه رغم فرحته العميقه بهذا :
_ إسمه حمزه ….يعنى احنا هنجوزك ليه عشان إسمه حمزه يا ناعمه
إذداد تورد وجنتها وبدأت تعتصر يدها بيدها الآخرى لتبحث عن رد يخرجها من هذا الموقف
المحرج لطالما كان “شريف” صديق مقرب لها لكن مع موقف كهذا يزداد توترها ولا تعرف كيف
التعامل قالت بصوت يكاد يختفى من فرط الحرج :
_ ما اعرفش عنه حاجه انا قولت اقولك اسمه وانت …..
قاطعت كلماتها وهى تقول بسرعه :
_ عموما هو هيجى عشان يقابلك انهارده وعن إذنك
قالت كلماتها واستدارت فنادها شريف بصوت جهور :
_ خدى يا بت تعالى قوليلى اسمه حمزه ايه ؟
لم تجيبه واستمرت بالابتعاد عنه فهى لم تقوى الوقوف امامه بعد ما عانته من احراج
___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______
“فى فيلا رأفت ”
أتى احد العاملين ليخبر “ريان ” الشارد مع “تمار ” فى أحد الاركان :
_ إلياس النشامى منتظر حضرتك تحت مع عيلته
قال هذا برسميه شديده قبل أن يفزع “ريان ” وتمار ” من كشفه لهم غطا “ريان ”
بجسده “تمار” وقال محتدا :
_ وانت واقف ليه هتاخد صوره اتفضل إمشى
التف “الخادم ” بعد أن إعتذر بهدؤء :
_ انا اسف
تهجم وجه “ريان ” وهو يهتف بحنق :
_ إيه البرود دا ابوكى منقيهم ع الفرازه
هتفت وهى تضع يدها على صدره برفق :
_ خلاص بقى يا ريان بابا مالوش ذنب إحنا اللى ما كانش ينفع نقف هنا الكونر
اجاب مستخفا وهو يضحك :
_ احنا نقف فى أى حته وبعدين دى مش هتبقى اول مره إحنا تخصنا هيبقى كورنرات وحوائط
والله لأخلى كل حته فى بيتك يا رأفت الالفى تشهد على حبنا إحنا هنهزر
كمتت ضحتها حتى لا يصدح صوتها فى الارجاء ثم عادت لرشدها وهى تنبه قائله :
_ يلا انزل شوف ضيوفك
كان يأبى التزحز من امامها لكن وجود “إلياس” بالاسفل كان حافز قوى لحركته البطيئه التى إتخذها
وهو يقول غامز بطرف عينه :
_ حصلينى
أومأت له وإلتفت لتنسق احمر الشفاه الذى افسده “ريان ”
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
رحب “ريان ” بحفاوة بصديقه العزيز “إلياس” بعدما لبى دعوته المتعجله للقضاء اليوم
معهم ضمه إلى أحضانه وهو يرحب به :
_ نورت الدنيا كلها
_بنورك
قال هذا الياس بنبره فاتره هو لم يكن فى مزاجه مناسب لحل مشكلته أو حتى الخروج بمكه ووالدته
فى هذا التوقيت الحرج والنار المنقاده بينهم تعرف “ريان ” إلى لهجته الغريبه وقرر تجاهلها مؤقتا
حتى يختلى به التف الى “إلهام ” وقال بتهذيب :
_ اهلا وسهلا حضرتك شرفتينا بزيارتك
أجابت “إلهام ” بترفع :
_ اهلا وسهلا بيك الف مبروك إلياس قال انك اتجوزت
ابتسم لها وهتف مبرر هذه الزياره :
_ اه فعلا بس يا فرحه ما تمت والد المدام تعبان ودا اللى منعنى اجى ابارك لإلياس
إلتف نحو “مكه “ليلقى إليها السلام :
_ الف مبروك يا مكه
بادلته التهنئه وعينها على الدرج بإنتظار رؤية اختها التى وعدها “الياس” بقضاء اليوم معها :
_ مبروك ليك انت كمان
لكن ما سبق “مرام” هى “تمار ” التى رسمت على وجها ابتسامه مرحبه لتنضم إلى “ريان”
الذى عرفها بسعاده :
_ دى عروستى الجميله
طالعتها “الهام ” وابتسمت لها وكذالك مكه تشبه “عدى ” لكن بها سحر مختلف وملفت أعطت
به العذر لريان الذى لم يحرك عينه من عليها من وقت حضورها
رحبت “تمار” برقه بالجميع وإستقبلها برحابه صدر هتفت وهى تدعوهم للجلوس :
_ بعتذر عن تاخرى والدى تعبان
هتف “الياس” الذى لم يقبل دعوى جلوسها وقال :
_ اساسا احنا جاين نطمن عليه
أسترسل عندما لاحظ عين “مكه” المتحفزه للقاء أختها :
وكمان نشوف “مرام ” هى فين ؟
اجابت “تمار ” بابتسامته التى حافظت عليها من وقت ظهورها :
_ هى فوق هى و”عدى” اتفضلوا سلموا على بابى وشفوها هى كمان
تحركت ليتحرك من ورائها الجميع امسك “ريان ” ساعد “الياس ” اجتنب به ليقول :
_عملت فيا معروف مش هنسهولك
ابتسم له “الياس ” ورد عليه :
_ وانت كمان عملت نفس المعروف
دقق النظر اليه “ريان ” وهو يسأله :
_ ليه امك عايزه تطردك من البيت
سحب “الياس” ساعده من بين يد صديقه ودفعه بضيق :
– برضوا امك
وقفت “تمار ” لتبدى فرحتها بمكه وهى تقول :
_ اخير شفت مكه اللى البلد كلها كان مالهاش سيره غير سيرتها
ابتسمت لها “مكه” بحرج لا تعرف إن كانت هذه الشهره التى اكتسبتها فادها أم ضرتها
لكن بالنهايه حدث كل شئ سريعا عرفت رجل مهم يعود بها سالمه ويحميها من كل
المخاطر المحتومه
فى غرفة رأفت
يجلس “عدى ” بجواره وكذالك “مرام” أبت ترك زوجها وحده سبقت “تمار ” الجميع
ولاحظت كيف تفاعل معها والدها الراقد بلا حراك على فراشه هتفت بلطف :
_ فى ضيوف جاين لريان جاين يسألو عليك
افسحت الباب ليدخل فى البدايه “ريان ” مبتسما بسماجه له ومن بعده “الياس ” الذى هتف برسميه :
_ الف سلامه على معاليك
كان يستقبل الجميع بأعين فاتره حتى وقعت عينه على “إلهام ” لم يكن يصدق انها هنا موجوده بغرفته
للحظه ظن نفسه يتوهم لكن علامات الصدمه التى كانت على وجهها هى الاخرى جعلته يأكد من وجودها هنا
قفز من فراشه ناسيا كل ما به وفاقد عقله مد يده ليسحب قناع الهواء عن وجه ويقذفه بعيد وهو ينادى بإسمها مذهولا :
_ إلهام معقول
لم يكن الذهول نصيبهم فقط بل كان نصيب كل الموجودين الذين صوبوا انظارهم نحوهم
كذالك “عدى” الذى صدم من تصرف والده المتناقض
تراجعت للخلف وهى تشعر أن الارض تميد بها فجأه أيعقل بعد هذه السنوات طويله
التى ابتعدت بها عنه تجده امامها بكل هذه السهوله والبساطه بدأت تنظر نحو إلياس
بنظرات شك وتلومه علنا :
_ انت جبتنى هنا ليه ؟
نفس الشئ فعله “رأفت ” وهو يشير نحو “ريان ” يزعق بحده :
_ لاء هو السبب اكيد هو اللى رتب كل دا
فى وسط كل هذا كان الجميع لا يعرف سبب كل هذا الفزع تسائلت “تمار” والتى كانت أشجع
الموجودين :
_ فى إيه يا ريان
اشار اليه وهو يهتف هازئا :
_ اهو زى ما انتى شايفه بابا بيمثل علينا انه تعبان
اقترب منه “رأفت” وهو على وشك ضربه لولا يد “عدى ” التى حالت بينهم :
_ تقوم تجيبها هنا يا خسيس
هتف “ريان ” وهو لا يفهم قصده :
_ اجيب مين انت مجنون دى أم صاحبى
وهذه الصدمه كانت من نصيب “مكه” التى اسرعت بوضع يدها على فمها وهى تشهق
لاحظ “إلياس” ما حدث وقد كشف “ريان ” المستور لكن لم يهمه هذا المهم أن يفهم ما هذه
الشفرات التى طفت بينهم
اكتفى “رأفت ” بالنظر اليها وكل اوجاع السنين الآن طارت مع الرياح سنوات يحاول الابتعاد
سنوات من الجفاه أزهرت مع أول لقاء الحب نفسه تجدد والقلب ينبض نفس النبضات المجنونه
التى لا تحسب حساب للعمر أو للوقت والزمان هى كانت تمنع نفسها عنه حتى لا تخلف وعدها
لإلياس ” لكن يبدوا أن القدر قرر مقابلهتهم الآن دون ترتيب ولأسباب عظمى تبال النظرات
المحمله باللهفه والاشتياق ولم يعير الموجودين أى إهتمام هتف مشتاقا :
_ كل السنين اللى مرت ما غيرتش حبك فى قلبى
كلماته المعدوده كانت كفيله بإشعال قلب “إلياس ” الذى صر على اسنانه بغيره
وهو يزمجر غاضبا :
_ خلى بالك من كلامك أحسنلك
بدأت “تمار” الفهم على عكس “مرام” التى لم تفهم أى شئ اكتفت بضم اختها التى ترتعش
بين أحضانها و”عدى” الذى يقف مذهولا من مما قاله والده
هنا ضغط “ريان ” على رأسه بعدما فهم فداحة خطأه الذى إرتكبه بحق إالياس وصاح :
_ دلوقتى فهمت
التف إلى الياس ” ليعتذرمنه :
_ انا أسف والله ما كنت اعرف حاجه البيه ما قاليش أى حاجه عنها
أضافت “إلهام” موجه حديثها لإلياس :
_ ولا انت كنت عايز تسمع عاجبك كدا أديك بنفسك انت اللى ودتنى ليه
التف لها وزعق بحده :
_ اسكتى
ثوان وانتزع” مكه” من بين يد “مرام ” وهو يردف:
_ يلا بينا من هنا
شعر “رأفت ” بالجنون سترحل عنه من جديد هو إجتاز كل هذه السنوات بصعوبه
والآن لن يكرر معاناته مره أخرى وقف بوجه وهو يقول بشجاعه :
_ مش هتمشى انتهت سلطتك عليها
كانت “الهام ” تقف خلفه وهى تعرف نتيجه وقفه امام قطار مسرع سيحتاج لوقت حتى يقف
وإلى أن يقف سيسحق كل ما هو امامه تماما كإالياس الأن لم ترفض محاولته بإنتزاعها لكن
ع الاقل هذا ليس وقتا مثاليا …
____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______
فى منزل “ابراهيم ”
خرجت “خديجه ” من المطبخ وهى تجفف يدها فى المنشفه البيضاء بحثت بعينها
عن زوجها الذى كان يجلس بمنتصف المنزل ويقرأ القرآن نادته وجهها مبتسم :
_ أحضرك الغداء يا ابوا محمد
ثوانى ختمه قراءته بتمتمه هادئه “صدق الله العظيم” اشار لها لتجلس إلى جواره
مبادلا اياه الابتسام وقال بحنو :
_ تعالى اقعدى وارتاحى شويه
استجابت له وهى تهتف متنهده :
_ والله ما تعبت ولا حاجه بس البيت وحش اوى من غير البنات نفسى اشوفهم تانى
حرك رأسه بهدوء وهو يتألم معها لكن الصمت مازال يرافقه ترددت وهى تختطف النظر نحوه
وتحاول الاسترسال بشكل ودى حتى اندفع القول على لسانها :
_ نفسى نعزمهم هما وأجوازهم يعنى زى ما انت شايف اتجوزوا بسرعه وما لحقناش نكرمهم
رفع وجهه اليها ونظر اليها بعمق وكأنه يفكر فى شئ ما ليباغتها بسؤال ذو نبره خطره :
_ إنتى كنتى تعرفى إن إلياس متجوز
إذدرئت ريقها وما استطاعت إحادت عينها عن عينه وإن فعلت معنها الكذب ثوان معدوده
وأجابت :
_ ايوا ….
ثم أردفت لتوضح :
_ بس والله قبل الفرح بيوم اساسا بنتك رفضتوا عشان هو متجوز إنما هى من جواها بتحبه
وانا حاسه بيها وبالحيره اللى فيها
لمعت عينه وهو ينظر اليها متحدثا بإمعان :
_ وهو كمان بيحبها
وكأنما قذف حجر فى حائط زجاجى تحطم كل خوفها وتناثر وراحت تمسك بيده وكأنها تتعلق بقشه
متساله بتلهف :
_ بصحيح …. عرفت إزاى ؟
نبث ثغره ابتسامه قصيره وهو يؤمى قائلا :
_ من تصرفاته انا عارف إن بنتى ما بتكذبش وإنها هى اللى جريت وراه وورطت نفسها فى شغله
واحد غيروا لو كان وحش كان ياإما لفقلها قضيه وخلص منها يإما استسهلها الولد طلع إبن حلال
كان هذا الموضوع هو ما شغله من وقت عوته من زيارتها وبدأ ينظر للامور بشكل مختلف
سعادة قلبها بحاديثه جعلت الابتسامه تقفز على وجهها تفاعلت مع حديثه بسعاده :
_ والله انا كمان قلبى حاسس انه إبن حلال وفى سؤء تفاهم بس حتة إنه متجوز صعب نتقبلها
نبث ثغره بإبتسامه وهو يعقب عليها قائله :
_ ودا اللى أكدنى إنه بيحبها مافيش حد هيغامر بحياته وينسى كل حاجه ويقرر يبدأ من جديد
إلا لو حب ومش أى حب دا لازم يكون حب خرافى كمان
انهى جملته بأن وضع يده على يدها مؤكدا هتفت متألمه :
_ بس حرام تعيش مع ضره
رفع حاجبيه وقد ظهر عليه بعض الاندهاش ناسيا انها إمراه مثل كل النساء يؤرقها وجود
أخرى اشاح بوجه عنها وهتف منزعجا :
_ حرام ايه الحلال بَين والحرام بَين الشرع يحل له اربعه وهو مسلم وحافظ كتاب الله
وهيعرف يعدل ما بينهم إنما لو كان عاش مع واحده وقلبه مع التانيه صدقينى دى القسمه اللى
مش هيبقى فيها أى عــدل ومهما حاول هيظلمها القلب ماحدش ليه عليه سلطه
عاد ببصره إليها ليجد وجهها تحول للعبوس ضمت فاها وظهر الضيق جليا على وجهها
لم تعطيه مساحه للسؤال وهتفت هى بإنفعال :
_بقى كدا يعنى ممكن إنت كمان تعملها
صدحت ضحكته فى الارجاء وهذا كان شبه مستحيل خاصتا فى الآونه الاخيره وبرغم من ذلك
هذا لم يجعلها تحيد عن ضيقها وإنفعالها ولم تتخلى عن عبوس وجهها فقط أضافت نظرة اندهاش
تبعتها بكلمه مقتضبه قالتها بسخط :
_ بتضحك !
توقفت ضحكاته ومال إليها ليهتف مغازلا :
_ احنا كبرنا ع الحاجات دى ثم إن قلبى معاكى من زمان يا خديجه
المرأه هى المرأه ولو وصل عمرها مائه عام كلمه صغيره تحزنها وكلمه صغيره تراضيها
مشاعرها على عتبت أذنها تخضبت وجنتها بالحمره ونسيت ما كان بقى الخجل يزين وجهها
تماما كشابه فى السابعه عشر من عمرها تبدل الغضب بالفرح والعبوس بالابتسام كشمس أشرقت
بعد الغيوم لترد عليه بحرج :
_ انت لسه قايل كبرنا ع الكلام دا
ابتسم فمه من فوق لحيته البيضاء وقال :
_ انتى مهما بتكبرى بتفضلى فى عينى زى ما انتى
انهى جملته بأن ربت على كتفها بحنو بالفعل جعلها تعود كطفله صغيره كل الاعمارتتلاشى
أما م الحنان حتى الورد يربى بالحنان
وبعد كل هذه السعاده التى منحها إياها تمنت من كل قلبها أن يكون لبناتها نفس السعاده واكثر
لذا عادت إلى الموضوع الرئيسى متسائله بشكل راجى :
_ هتوافق نعزمهم
اومى لها بالقبول وهو يجيب :
_ ان شاء الله
رفعت وجها للسماء ومعها كفيها وهى تدعو له بحراره :
_ ربنا يرضيك زى ما رضتنى ويهنى بناتى ويهدلهم اجوزهم ويطمنى عليهم
امن قائلا :
_ امين
تابع كلماته مطمئنا :
_ إطمنى عليهم ربنا معاهم
_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________
“إلياس ”
صرير أسنانه كاد يسمع وعينه التى تطلق شرار خطر تنذر بحرب ستخلف خلفها موتى كثيرون
كان الجميع مترقب إجابته المزمجره التى لفظها بشراسه :
_ سلطتة مين ؟ أنا أدفنك مكانك لو فكرت تقف فى سكتى تانى ولو بالصدفه
هذا الشر المنطلق من عينه وحديثه لم يردع “رأفت ” وقف من جديد بشجاعه لينتزعها
من يده وكأنها حقه ولا يحق لأحد غيره زعق بوجهه ووجه حديثه للجميع :
_ حيث إن الكل هنا يبقى الكل لازم يعرف اصل الحكايه الست دى انا بحبها
لم يكمل حديثه بسب قبضة “إلياس ” الذى قبضت على عنقه دون رحمه ودون سابق إنذار
تدخل “عدى ” سريعا الذى إلتقط القليل من فحوى القصه الواضحه جاهد ليبعده عنه لكن
كان غضب “إلياس” أقوى من أن يزحزحه أحد تدخل “ريان” معه عندما لاحظ انسحاب
الدم من وجه “رأفت ” وبعد ذلك صرخات وشهقات كلا من “مكه وتمار ومرام وإلهام ”
غير متوقعين إنقلاب الاحوال من زياره وديه إلى كل هذا العداء
قال “ريان ” وهو يحاول أن يبعد يده عن عنق رأفت :
_ كان بودى والله يا صاحبى بس سيبها عليا ما ضيعش انت نفسك
صاح “ألياس ” غاضبا وهو يضغط بقوة على عنقه :
_ بيقول إنه بيحب أمى أسيبه إزاى ؟
بصعوبه شديده خلصه “ريان ” من يد “الياس” ودفعه للخارج وهو يقول :
_ امشى يا إلياس إمشى
لم يريد الانتظار اكثر من ذلك إن بقى فسيرتكب جريمه لا محاله خاصتا عندما لاحظ عين والدته
المتعلقه برأفت وقدمها الثابته فى الارض وكأنها لا تنوى الرحيل مما جعله يدفعها عنوه وبيده الآخرى
يسحب “مكه ” خرج نهائى من الفيلا وكأنه خرج من كابوس لم يكن يريد يوما أن يتعرف إلى الرجل
الذى انتقته أمه ليكون زوجا لها بعد أبيه ولم يكن يتوقع أنه كان قريبا منه لهذه الدرجه لأول مره يلعن
بها غباؤئه انه رفض سماع إسمه ومعرفة أى شئ يخصه وظل يهرب منه ليصدم به بهذه الصدفه الغبيه
وبدرجه القرب الغير متوقعه فرأفت غير انه والد زوجتة صديقه هو أيضا حما اخت زوجته وكأن القدر
يعانده ….
_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________
بين رأفت وعائلته ”
لم ينتظر “عدى ” حتى يهدأ والده بل اصر ليطرح سؤاله بضيق واندفاع :
_ ممكن افهم ايه اللى بيحصل دا ؟
رفع “رأفت ” وجه الذى قد اكتسي بالحزن وهو يجلس على كرسيه بحسره وعائلته
تلتف من حوله تنتظر تفسيرات كثيره لم يكن لديه القوى لتوضيحها الآن
هتف بنبره مهزوزه :
_ مش وقته
برغم من ملاحظة “عدى ” اهتزازه وحالته الغير طبيعيه إلا أن الضيق كان يعتريه من غموضه
الدائم ومراوغته التى اصبحت مقلقه فى الآونه الاخيره رد عليه بضيق :
_ اومال أمته وقته بتقول انها حب عمرك عمرك اللى كما احنا فيه اللى كمان زللنا بيه امته حبيتها
وامته فضلتنا احنا عن حياتك زى ما طول عمرك بتدعى
وثب “رأفت” من مكانه وصاح بغضب من طريقته الفظه :
_ انت هتحاسبنى يا ولد
أومئ “عدى” مؤكدا وهو يجيبه :
_ اه هحاسبك زى ما انت طول عمرك بتحاسبنا على النفس وزى ما طول عمرك عايزنا نقعد جانبك
عشان انت قعدت جانبنا ورفضت تدخل علينا واحده تانيه واحاسبك لانك موخرا جبتنا من شهر العسل
لانك تعبان وفجأه إكتشفنا كلنا إنك بتمثل علينا
أحرجه مع تتابع كلماته وشعر باهتزاز صورته امام الجميع والغريب أنه لم يشعر هذا حيال “ريان”
الذى يتابع كل هذا بصمت طاويا يده الى صدره فى الزويه كان يود أن يتدخل وينقذه شعر بأهمية
صداقته طوال هذه السنوات رغم انه لم يكن هو الآخر يعرف هوية المرأه التى عشقها لكن الآن
أراد منه التدخل وهذا كان واضحا فى نظراته الموجه إليه هتف بإستحياء مما فعل خاصتا بكشف تمثيلته الهزليه :
_ انا ما عملتش حاجه غلط أنا كنت بحبها و…..وناوى أتجــــ……
قاطعه “ريان ” الذى قرر فجأه التدخل والاقتراب من ساحتهم :
_ عدى دى علاقه قديمه انت كنت اصغر من انه يشرحهالك وخلصت وانتهينا
تدخل “ريان “اثار تعجب “عدى ” الذى سأله مستنكرا :
_ وانت كنت عارف ؟
اجابه موكدا :
_ ايوا انت نسيت إنه كان صديقى قبل ما ابقى جوز بنته
قالت “تمار ” هى الاخرى :
_ وانا سمعتهم بالصدفه وعارفه إن بابا كان بيحب واحده وعشان خاطرنا سابها
بقيت “مرام ” بينهم متحيره لاتفهم أى شئ تنظر اليهم بأعين زائغه تشعر انها ليست بالمكان
المناسب وانها ليست فردا بهذه العائله فجأه شعرت بالغربه ونظراتها تبدلت وبدأت تتراجع
كى تبتعد عن الجميع الجو المشحون كله لا يناسبها
زمجر “عدى ” بغضب فى الجميع :
_ انتوا عارفين وانا الوحيد اللى نايم على ودانى
امانها الوحيد يصرخ هذا جعل “مرام ” ترتجف وتسعى للهرب لاحظ “ريان ” إنهيارها الذى على وشك
خطوه واحده إتخذتها للخلف وسمعت “ريان” يهتف أمرا :
_ خد مرام واخرج شكلها تعبت
هذا كان الشئ الوحيد الذى يجعل “عدى ” يتنازل عن كل الاجابات التى يريدها ويتوقف عن العتاب
التف لينظر اليها ودعته عينها المتحيره فسارع بالوقوف جوارها عينه تشمالها بقلق واسف فى آن واحد
يعرف انها دخلت حياه لا تتناسب معها ولم تهنء ليوم واحد لذا التف ليقول كلمه واحد :
_ انا همشي من البيت دا وكل واحد يعمل اللى يريحه
انتهى كل شئ ليبدأ هو حياته لقد أدخلها إلى قلبه وحياته كى تزيل همه ووجد نفسه يسحبها معه للهمومه
امسك بيدها وخرج معها تحت انظار الجميع الذى لم يستغ قراره لكن “رأفت “كان ليس لديه طاقه لإهدارها
وحتى خطة إنتقامه تمزقت إلى اشلاء ،حدقت “تمار” فى فراغه بصدمه وعادت ببصرها نحو “ريان”
ليقل شئ فلم يقل إلا :
_ روحى هديه
رحلت من ورائه ليبقى “ريان ورأفت “معا ،تبادل النظرات استمر لوقت طويل عتاب خفى بين اصدقاء
يعرفون بعضهم البعض يفهمون لغة الاعين سنوات مرت على هجرهم البعض وتحولت صداقتهم
لعداوه شديده بعدما وقع “ريان” فى حب “تمار ” وقد جائت اللحظه المناسبه لريان للعتاب أو توضيح
موقفه قطع الصمت “ريان ” ليتحدث لائما :
_ حسيت دلوقتى بيا
فهم “رأفت ” جملته المختصره إلى ما ترمى وتملص منه وأدار وجهه وهو يقول متهربا :
_ حسيت بإيه إنت هتخرف
لم ينزعج “ريان” من تهربه لكنه اصر على التوضيح رغم درايته بفمه لما قال هدر بلهجه ساخره :
_ يعنى تقف قدام إلياس النشامى اللى الاداره كلها بتترعب تكلمه وتقوله بحب أمك بذمتك مين
فينا اللى بيخرف ؟
كلمات “ريان” دفعته للتهور فصاح بإندفاع :
_ وأقف قدام الدنيا كلها زمان كنت خايف حد يعرف هى مين أو حد يعرف إحساسى ناحيتها إيه
لكن انهارده أنا مش خايف ومستعد اقولها للدنيا كلها طالما كل واحد شاف حياته اشوف حياتى انا كمان
رفع “ريان” كتفه غير مبالا بما يهدر سوى أن يرى أندفع الحب الذى لامهٌ من قبل عليه وخلق
بينهم مشكلات عديده :
_ وانت سايب مين فينا ينشغل فى حياته يا رأفت إنت زى ما ركزت معانا أجبرتنا نركز معاك
زى موضوع إنك تعمل عيان عشان ترجعنا كلنا من شهر العسل وتبوظ فرحتنا وأديك زى ما انت
شايف كلنا بقينى مركزين مع أخطائك ومستنينها بفارغ الصبر
تصارعت أنفاس “رأفت ” وهو يستمع إلى حديثه وكأن وحوش العالم تتصارع فى صدره مسح وجهه
بغضب فقد شعر بالاسر فى زنزانه ضيقه مع جلاده الذى أذاقه اشكال عديده من العذاب وقد حان وقت القصاص
هتف بضيق :
_ ريان ما تشبهش حالتك بحالتى انا ما كنتش اعرف مين إبنها ؟ وما كانش يهمنى هى بنت مين
انا حبيتها وكان الحب كفايا إنه يخلينى أطلبها للجواز
سأله ريان بمكر وكأنه يستجوبه :
_ ومين بقى إن شاء الله اللى وقف فى الجوازه دى ولادك ولا مين ؟
تصبب العرق على جبهته فجأه وكأن دلوا من الماء البارد سقط على رأسه السؤال غايته
واضحه والاجابه قد تكون صادمه لكن لا وقت للكذب الوحيد الذى سيساعده ريان وحاليا
لابد من قول الحقيقه ولا شئ سوى الحقيقه هتف بتردد وهو يحاول إخفاء وجه منه :
_ قالت إن ليها إبن ورفض إنها تتجوز وإنها مش هتقدر تسيبه وإنقطعت كل اخبارها
بعدها
نبث فم “ريان ” بإبتسامه ساخره رغم شعوره بالمراره لانه أخفى عنه هذه الحقيقه واستبدلها بأخرى
وإدعى المثاليه كى يصبح بطلا مغوار فى أعين صديقه وينال تعاطف أب ضحى بحياته من أجل
تربية ابنائه تربيه سويه وهو لا يسحق ذلك تحدث بنره جامده وهو يسأله :
_ يعنى حتى انا كمان خبيت عليا السبب الحقيقى وطول السنين دى بتلومنى انى خنت صدقتك
عشان حبيت بنتك
أرد أن يغادر الغرفه بعد كل هذا التف ليتجه نحو الباب فأمسك براسغه “رأفت ” وهو يقول بصوت
راج :
_ ما تسبنيش انا محتاجلك
كلمتان فقط كانتا كفيله بجعله يعدل عن فكره الرحيل مهما كان بينهم فى الفتره الاخيره فهو لن يتخلى عنه
التف إليه ليسأله مضيقا عينه وكأنه يقايضه :
_ وتسيبنى اعيش أنا تمار لوحدنا
بسرعه تبدلت نبرته الراجيه لأخرى متعنده ومتمسكه :
_ ما تدخلش الموضيع فى بعضها
تمسك “ريان ” برأيه وهتف بشكل مرح :
_ انا عايز أساعدك بس انت مش عايز تساعدنى
استطرد وهو يقترب منه :
_ وبعدين دى أم إلياس مش بنته عشان نخطفها
نفخ الاخر وهو لا يحتمل فكرة مصالحته لكن رغبته التى حيت من جديد فى البقاء
حيث يريد قلبه جعلته يتهاون قليلا لمعرفته انه هو الوحيد الذى يمكن مساعدته
فأجاب رغما عنه :
_خلاص اتجوز الاول وبعدين إمشوا من هنا
اطلق “ريان” صافره عاليه بواسطه فمه وهو يعلق ضاحكا :
_ الله دا انت واقع بقى
دفعه “أفت ” بيده من جراء إحراجه المستمر وإستغلال حاجته له وقال :
_ إنت هتعايرنى ما انت كمان كنت واقع زيي
تحسس “ريان ” كتفه وهو يعض شفاه السفليه بأسنانه معلنا تألمه ثم رد عليه قائلا :
_ بس انا كنت محدد اهدافى مش زيك نسيت التمثليه اللى كنت بتعملها ونطيت من على السرير
أول ما شفتها
اجفل “رأفت ” من استفزازه المستمر يعرف أنه لن ينتهى حتى يتركه طريح الفراش
لذلك إدعى التعب وأمسك رأسه وهو يلتف نحو فراشه ويقول :
_ااه انا فعلا تعبان انا هرتاح شويه إبعتلى “تمار” تدينى دواء الضغط وانت روح حل الموضوع
رفع “ريان ” احد حاجبيه متعجب من تصرفاته الصبينيه المكشوفه غمغم قائلا :
_ يا إبن اللعيبه ….ربنا يهديك يا إلياس
_______جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________
النار التى إشتعلت فى صدر “الياس” مياه الكوكب لن تطفئها قيادته السريعه والمتهوره
كانت تَشى أنه يريد الخلاص من حياته قبضته المشدوده على المقود عينه المظلمه
التى لا تحيد النظر عن الطريق كل هذا كانت تتابعه “مكه” الجالسه إلى جواره
رأسها حتى الآن لم يستوعب كل ما حدث فى الزياره القصيره بدلت نظرها فى المرآه
لترى أعين “إلهام ” الشارده تأملتها بعمق وقد ظهر الشبه الكبير الواضح بينها وبين
“إلياس” كيف غفلت عن هذه النقطه الهامه لقد إنخدعت فى صغر سنها وجمالها
خدعه ما بعدها خدعه غارت بالفعل منها وإختلت ثقتها بنفسها بوهم زرعه “إلياس”
فى رأسها أعمى بصيرتها عن الحقيقه الواضحه وضوح الشمس عادت ببصرها نحوه
وبدأت تشعر انه يرى عينها المتناقله بينهم ويزدا تشنجا من جانب “إلهام ” لقد تبدلت أحوالها فور
رؤيته نبض مختلف اجتاح قلبها وكأنه ولد من جديد اصبحت مستعده لتصتف بجانبه وليحترق العالم
إذا شاء فما بينهم كان أكبرمن أن ينتهى بهذه البساطه حب خرافى لم تعرفه قط بعدما إختطفها والد إلياس
فى سن صغير وكرهت معه الحياه ومع ظهور “رأفت ” بعد وافاة زوجها كان صعب ان تصد أحد
وأحبته بقلب أعذر لم يعرف الحب ابدا لكن كأى أمى أحبت طفلها أكثر الذى تمسك بها ووعدها
أنه سيكون لها سندا وعونا لها على كل مصاعب الحياه لكن ما إكتشفته بعد كل هذه السنوات أن المصاعب
الحقيقيه فى القلب وأن فراغ الحب لن يعوضه حياة الامومه بقيت بقلب ملتاع على حب ضاع من يدها
تماما كما ضاعت سنوات عمرها دون إحتواء بنصف ميت ينتظر بلهفه دقات الباب الخاصه بإبنها والتى
أصبح الآن غير محتمل وجوده “إلياس ” دقائق حتى وصل الى المنزل اوقف السياره وسحب المفتاح
وهتف وهو يفتح الباب بعصبيه :
_ إنزلوا
ترجلت من السياره ولاحظت “مكه “هرولت “الهام ” ع الدرج وقد إتضحح عليها الانفعال
فى هذا الوقت شعرت أن “إلياس” يريد تركها بالشارع حتى لا تحضرهذه الحرب التى
ستندع عاجلا غير آجلا ……………………………………………….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى